Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


ابنة عمه أكدت أنه مجنون ومغامر مثل آبائه وأجداده  

 

دمشق - من سعاد جرّوس:
        تبحث ألوانه عن مخرج من دوامة كبرى تدور.. تدور.. لتبتلع الأشياء..
        ها هي ألوانه تثور نحو العمق للبحث عن مخرج تتابع نحوه لمسات الريشة لتمحي ملامح الزمن.. بفوران لروح حية تنقض على الحاضر.. تلعن تآكله. ها هو الفنان أحمد معلا يغامر بكل الإمكانيات المتاحة
أمامه.. ربما يجرب، أو ربما بمحاولة منه لتخريب جمجمة تكلست على تراكمات الماضي المغبرة، لحواره نكهة التعتق المجنون:
·         أين تبدأ علاقتك بالبياض؟ وهل ثمة بياض في لحظات المواجهة الأولى..؟
        البياض ليس في اللوحة، بل في داخلي والبياض بالنسبة للفنان يعني نهاية اللوحة، وأنا لا أعرف في اللوحة شيئاً اسمه بياض، ربما يكون شيئاً آخر، لا يمكن أن يخلق معه اتصال مثله كعدم وجود لغة مشتركة بين شخصين يودان الحوار فالحوار هنا منته قبل أن يبدأ.
·         هل تشعر بالغربة تجاه عمل أنجزته خلال فترة سابقة..؟
        بالأمس رأيت لوحة لي اقتناها أحد الأصدقاء تدور فكرتها حول "رجل يأكل ذاكرته"، عندما رأيتها لم أصدق أنني رسمتها، لقد أدهشتني الحالة التي رسمت فيها هذه اللوحة. وهذا يعني أن هناك عدداً من "أحمد معلا" فأنا في تلك الحالة لا أشبه نفسي اليوم وأنا في الحالة الراهنة! المسألة ليست قضية جنائية..! من ارتكب هذا الفعل؟!
        بل في أية حالة كان أحمد عندما رسم هذه اللوحة..؟ وأقصد بالحالة ملامحي النفسية والفكرية أثناءها، والتي تختلف باختلاف المعطيات وتغيراتها.
  • ذلك يعني أن الإنسان أكثر من وجه وأكثر من حقيقة..!؟
ليست المسلة مسألة حقيقة.
·         لكن الإنسان والمبدع خصوصاً.. يبحث عن حقيقته..؟
الذي نكتشفه: أن الإنسان ليس حقيقة واحدة بل هو مجموعة حقائق، فمثلاً الجهات ليست أربع.
فقط الذين يعتقدون أن الأرض منبسطة هم من يقول أن الجهات أربعة.
إن كل شيء في العالم يتغير وبسرعة مذهلة وهذا يعني أن هناك كثيراً من المفاهيم المفترض أن تتغير.
إننا نعيش اليوم في مجتمع عجيب فيه أناس "مثلاً" يريدون العودة إلى الجاهلية!
·         ما رأيك بقول: أحدهم لك: بعد طول غياب "بعدك كما عرفتك يا أحمد"
عندما تنظرين إلى طفل تجدين لديه مجموعة أمور رئيسية كالتكوين الفيزيولوجي والحيوي وأشياء أخرى، نفسية لها علاقة بمورثاته مثل حبه لذاته، خوفه على نفسه، علاقته بالفراغ، هذه الأمور ثابتة لا تتغير، إنما يخلق مفاهيم أخرى، من خلالها يبدأ بالتفكير بأنماط جديدة..؟
فمثلاً قالت لي ابنة عمي: هل تعتقد نفسك أنك المجنون أو المغامر الوحيد..؟! أجدادك – إجمالاً – كانوا مثلك – لكن الفارق أن علاقتهم كانت مع الأرض والقبيلة بينما علاقتك أنت مع اللوحة.
هكذا تكوين الحياة، رجل وامرأة يجتمعان لإنجاب طفل يشبههما لكنه ربما يأتي مختلفاً، وكل شخص مختلف عن الآخر.
·         هل تعني أنك تتفق مع الآخرين بالفكرة وتختلف بأنماط التفكير..؟
نحن نتشابه بالفكرة الواحدة، وعلى كل فرد الاقتناع أنه ليس ورقة كربون يكتب عليها ما يشاء وأياً يشاء. إن كل فرد ورقة منفردة قادر على ملئها بنفسه وبما يشاء. وإذا لم نفهم قيمة اختلافنا فلن يكون لنا معنى.
·         تهتم بالمتلقي كجزء من اللوحة، وتوضح ذلك حين طلبت من زوار معرضك "ميرو بثلاثة أبعاد" ارتداء عباءات ملونة قبل التجول بين التشكيلات المجسمة للوحة، هل تعتقد أن هذ المسألة مقبولة في مجتمع لا زال يتعلم قراءة اللوحة..؟
لم لا..؟ فإذا لم تخلق الحاجة عند الناس لا يطلبونها. وأعتقد أن مجتمعنا مهتم بأنه لا علاقة له باللوحة، ليس مطلوباً منه أن تكون له علاقة في مجتمعنا، وحدود الفن لا تقف عند اللوحة.
أعتقد أن معرض "ميرو" نجح (جماهيرياً) فالحضور كان كبيراً والناس تعاملوا معه كما ينبغي أن يتعاملوا مع الفن.
أما فكرة ارتداء العباءات الملونة فقد تقبلها جميع الزوار دون مناقشة ما عدا شخص واحد، هذا لا يشكل قاعدة لأنه واحد من عشرة آلاف شخص.
وإذا كان ثمة مشكلة بين المتلقي واللوحة، فهي ليست مسؤوليته بل مسؤولية المؤسسات التي يجب أن تدرس كيف تدخل المفاهيم الحديثة للفن، وأنا أعتقد أننا محرومون من هذه المؤسسات الجادة لنشر الفن.
·         لوحة "ميرو بثلاثة أبعاد" التي شغلت فراغ البهو في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، أين هي اليوم وأين بعدها الثالث..؟
لو كنا نملك فراغاً متحفياً يحفظ هذه اللوحة..! ولكن لا يوجد ويجب ألا نندم لأن شعورنا يشبه شعور الممثل المسرحي بعد انتهاء العرض.
لا يبقى معه إلا ذكريات سواء عنده أو عند الجمهور.. 
وحسبنا حب الناس وإقبالهم على معرض "ميرو" وأعتقد أن المعرض كتجربة، أضاف شيئاً للحركة التشكيلية السورية، حيث طرحت فكرة التعامل مع البعد الثالث للوحة – وأعتقد أنها خطوة للأمام في العلاقة مع اللوحة والفن.
·         تبدو علاقتك مع المرأة قلقة توحي ببحثك عن نوع خاص من النساء أو امرأة تختصر كل النساء! فمن هي امرأة أحمد معلا..؟
المرأة هي الرحم.. ودائماً هناك حنين إلى الرحم، لا يوجد امرأة واحدة تشكل كل النساء، وكذلك الرجال. البحث دائماً عن الرحم الذي أسبح داخل جدرانه بحرية وأمان.
·         وهل المرأة سجن تشبهها بالجدران؟
سجن.. نعم سجن رائع جداً سجن اختياري أبحث عنه لأدخله بإرادتي والعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة جدلية بين اثنين إلا أن المشكلة تأخذ مفهوماً ناتجاً عن وعي مريض لهذه العلاقة.
لا أعرف حقاً إذا كان هناك ما يسمى رجل أو امرأة، لأنني أرى الرجل الحنون امرأة وهذه ليست شتيمة. حنون وطيب يعني أم.