Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


في صالة أتاسي بدمشق معرض الفنان أحمد معلا "تحية إلى سعد الله ونوس"  

 

استنهاض التشكيل من أعماق الزمان والحياة
 
اثنتا عشرة لوحة مشهدية بالأبيض والأسود، ومواد مختلفة على القماش، مقاساتها كبيرة 11 منها 235×190 سم متر، واللوحة 12 ثنائية 235×380 سم متر، مع تشكيل الصالة بأكملها على هيئة مدفن، وتراب وصخر أسود، وبركة ماء تعكس لوحات، ثم كأن التربة حصى أسود في زوايا الصالة تشبه تربة المقابر، والفنان أحمد معلا، لا يقيم معرضاً تقليدياً، قدر ما يقيم طقساً فنياً من ابتداعه، واختراعه، وافتراعه، للهواء والضوء. للماء والتراب، وكأنه انثروبولوجي يحقب في تاريخ الإنسان عبر الزمن، وفي حياته الآن، والأمر الهام على هذا الصعيد، موهبته الفنية، وطاقاته الجمالية على الإنجاز والإنتاج. وكأنه كاسحة ألغام تشكيلية، يؤسس ذاكرة جمالية، ينجم في جيولوجيا أعماق حضارية، ويستنهض إبداعات عرفتها المنطقة. دون أن يحيد عن التيارات الجمالية الحضارية البيزنطية الأيقونية، والعربية الإسلامية، حيث في امتزاجهما ببخار الحياة المعاصرة، بعطرها. وكيماوياتها الفاسدة، يصيغ عبر أعماله الكوميديا العربية المشرقية التي ترين وتهيمن على البشر، ككابوس يبهظ حيواتهم، ويحيلها في مجملها إلى جحيم، وإن كانت بعض الأحلام والبياضات التي يتوسع فيها، توحي بأمل أو فردوس، إلا أن كل شيء يحيل إلى طغيان واستبداد، وقتل، وفساد وتجيف وتفسخ، لحياة لم تعد لائقة على هذا الكوكب الملعون.
بجنون إبداعي، ما بعده، وكأن ماقبله يهدي معرضه، للمبدع المسرحي سعد الله ونوس الذي يبدع ويعاني سكرات الموت بين زمن وآخر، وكأنه في معصية الحياة يتقبلها ويرفضها، ولا يقبله الموت، ولا يتخلى عنه في هذا الكابوس المريع الذي يعانيه في الكتابة، ويعانيه أناء الليل والنهار...
وفي تمام السابعة من مساء الثلاثاء 25/3/1997 برعاية وزيرة الثقافة السورية الدكتورة نجاح العطار، افتتح معرض الفنان أحمد معلا في صالة أتاسي بدمشق، حيث غصت الصالة، والحديقة والشارع بالحضور، وفي طقس بارد، جاء حليف المعرض الذي صيغ على أشكال المدافن الرومانية القديمة، وكأن المدفن الصالة، واللوحات التي لم تكن نحتاً على الحجر، صارت حفراً بالأبيض والأسود للكائنات، والحيوانات، والملائكة والشياطين، والحكام، والقضاة، والشعوب، والأعراس، والرقص والجنائز، وهو يخوض في متاهة الحياة، بمشهديات تفوق في تعبيريتها، وبنيتها التشكيلية، الواقع الخرافي، والأسطوري الذي نعيش، إنه يكتب توراة الرغبة الإنسانية في انفلاتها وانحباسها، في قمعها ومقاومتها، في عريها وتواريها، وكأنه لا يهمل شاردة ولا واردة، إلا ويريد الاستحواذ عليها، وضمها في لوحاته، وهي في بنيتها التكوينية التشكيلية، كأنها كتاب مسطور بالبشر، وقصة الخليقة والخلق، والطوفان، والحياة على الكوكب والحضارات، وينابيعا، وأعرقها الثقافية والفنية، ولأنه فنان مثقف، وكاتب مبدع، ربما ذهب الإيحاء به إلى الكوميديا الآلهية. منساقاً إلى أحافير مايكل أنجلو، ودافنشي، ورفائيل. وإلى التراث المسيحي البيزنطي الروماني بأكمله. كما إلى رسالة الغفران. لأبي العلاء، والإسراء والمعراج ورسائل الملائكة لابن العربي، وربما إلى حي بن يقظان لابن طفيل، وحتى إلى مسرح سعد الله ونوس، وأشعار أدونيس، وأبي الطيب المتنبي، وأخيراً وليس آخراً إلى نصهار ذلك كله في الروح الفني الوقاد الملتهب الذي ينطوي عليه الفنان، والذي اهتصره واعتصره في مشهدياته تلك، وارتوى منه حتى الثمالة، بل ربما ذهب الظمأ المعرفي، والفني فيه إلى تفجيره، وترميم شظاياه ومقاطعه من جيد، كما ارتأها مناسبة للرؤيا التي يتطارحها في طقسه التشكيلي هذا...
وإذا كان الفنان يدعونا إلى مدافنه، فإنه لا يدعونا جزافاً. لأنه جاد في تقديم أحافير حيواتنا، ومستحثاتنا، والبقايا واللقى والآثار والنفايات التي تحيق بنا، وتحوم في فضائنا، كما أنه يرغب بنوع من الوجد والجوى، والحمى القاتلة، أن تكون مشهدياته المقبرية مرايانا وللمراحل التي تمر بها صيرورتنا، وصورتنا الخارجية والداخلية عبر الزمان، إضافة إلى أنه يجنح بنا صوب كوابيسه الرائعة فنياً، المروعة شعورياً، وهو يستنهض في رسمها. عظمة فنية. ورفعة جمالية، وإيقاعاً وموسقه، حتى يجعلنا نبتلعها بهدوء أو تبتلعنا، بهذا التزوبع والعصف والخراب الجميل، فيما بعض كائناته، ومجاميع منها، يحولها الطغيان والاستبدا إلى مسوخ، أو شياطين، يتمثل فيها الشر المنطلق من الحاكم إلى المحكومين. ومن القاتل إلى المقتولين، ومن الجلاد، إلى الضحايا، حتى لو كان في أعماله، حمائم وأطياف ملائكة، ومتسع للحركة، وفضاءات للحرية، فإن الدم الجوّاب في ظلمات الأعراق والشرايين مهدور مسفوح، وغير مطلول حتى الآن.
والأشكال الفني الذي يعمد أحمد معلا إلى مطارحته كل معرض، هو بنية اللوحة، وتكويناتها، وليس الموضوع الذي تعالجه فقط، بل اكتمال نموها، وكيف يغدق مفرداته التشكيلية، وعناصره المحتملة المعتمدة، الممكنة والمستحيلة فيها، أكثر من ذلك التباس العلاقة مع المكان، ومحاولة التلويح بالزمان والحياة، والرؤيا المعاصرة لكل ذلك، في محاولة تصعيدية قيامية، وفي خلق مناخات فنية توحي بالطاقة الكامن القابلة للفعل، والتماهي مع الحرية في التعبير الفني، ومع الموقف من قضايا هذا الكوكب الأرضي الطاعن في الموت، وكأن الفنان، في غليان، رغائبه، واضطرام شهواته، ونزواته، يغامر بالأشكال والبنى، بين الحظ المستقيم،  الذي يتآفق ويتعامد فيه، وبين المنحني والقوس، ونصف الدائرة، والدائرة المفلطحة، والدائرة، إنه يرتع في حقول الجسد البشري كعنصر رئيسي في أعماله، فيشحنه بالحياة، والعذاب والكابوس، أو يتعزى فيه فيخفف عنه، ويراوده في اليقظات والأحلام، حتى يجيء هذا الجسد كفرد ومجاميع. في إيقاعات وموسقات مدوزنة لا حصر لأنغامها، وحركاتها، وربما استحال هذ الجسد إلى خشب مسندة، وإلى جثث، أو إلى آلة، لا جدوى منها، مستلب، مفترس، منهوش، مهوش، مهموم، منهوم، مقتتل، محترب، وغير ذلك، ميت، أو شبه ميت.
إلا أن أحوال الجسد لديه، تتأثر بالأبراج، ولديه اثنتا عشرة لوحة، محمولها الأساسي الجسد وما ينطوي عليه، وكيف أن الفنان لشدة، اختلاجه واعتلاجه، وتهدجه بالجسد، يسعى إلى تجويفه، وتجوينه، ويسعى إلى تجويته، وتهوئته، إلى إضاءته وإعتامه، خاصة وأن ملامح لشخوصه إلا من بعد حركاتهم وإيحاءات أشكالهم. مقاتلون وقتلة، ومقتولون، قديسون وأشرار وأرجاس، رجيمون، دنسون، متهالكون في شهواتهم، وظلاماتهم، وظلمهم، ومكرهم، أنبياء، ودجالون، مجاميع راقصة، وأخرى موطوءة موبوءة بالنجاسات من كل لون وشكل، وهم في جواءاتهم التي يعتركون فيها، ممسرحون، ممثلون، واقعيون، وخرافيون. أطياف وأشباح، وخرافات وهم متحولون متغيرون، لا ينتظمهم ناظم، ولا يقفون عند حد، يتجاورون ويعتنقون، وهم في ذروة النشوة، وكأنهم مفترقون مهجورون، ويتهاجرون، وينأون باستمرار باستمرار، وكأن لعنة تطاردهم، فلا يلوون على شيء، ولا يملكون لها رداً، وهم مسحورون يتكومون على أسرارهم، ممسوخون كما في مسخ الكائنات للشاعر أوفيد، كما أنهم يتناسخون، ويجيلون، ويتقمصون، بين لوحة مشهدية وأخرى، مطرودون من فردوس، مطاردون، في جحيم لا يوفر لهم حتى جحيميته، وكأن القدر ضربهم بمنجله الموتى دفعة واحدة، فلم يرحهم واستراح.
والفنان أحمد معلا الذي جعل معرضه هذا تحية إلى سعد الله ونوس، من المؤكد أنه لا يتكئ عليه، ولا يجعله ذريعة لمعرضه، أو لطقسه التشكيلي هذا، إنما يقيم عالماً موازياً لعالم سعد الله ونوس الإبداعي المسرحي، والفنان يمسرح لوحاته بطريقة ما، ويتطارح قضايا، تطارحها مسرح سعد الله ونوس، ولوحاته وطقسه يوحي بكتابات سعد الله الملحمية الأخيرة، خاصة اختبار مرحلة النزع والاختصار، أو اختبار تجربة الموت، بينما من جهة أخرى يعمد الفنان إلى اختبار تجربة الزمان، والمكان، والكائنات، تجربة الحياة، بطريقة تشكيلية مسرحية، درامية، وتهكمية سوداء، لكن لغة التشكيل، مفارقة للغة الكتابة، والفنان، في كل معرض يشكلل أبجدية فنية، يضيفها إلى أبجدياته السابقة، وهو هنا في أبجدية جديدة كل الجدة، حيث اختبرها، لمدة عامين كموتيفات بالباستيل الزيت، تشكل سيرة ذاتية لخياله المجنون، عمل عليها كمخطوطة قديمة مليئة بالتصورات والاختبارات التشكيلية، حتى ارتأى تنفيذها في طقس تشكيلي، فغادر الألوان التي أشبعها وتشبع منها سابقاً، وجاء إلى الأبيض والأسود، ومواد مختلفة من الأحبار ربما، وأقام فيها هذا النشيد الجنائزي الكبير، متقدماًُ إلى سواد الحياة والزمان، عاقداً الليل راية.
يعتمد عليها في ظلمات فوقها ظلمات، وفي موج عدائي، كأنه أثقال الجبال...
هكذا يكون فن أحمد معلا، مغامرة لأجل المغامرة، أو تقليداً يتموضع ويتخارج من تقليد، أو رؤية تعبيرية حداثية للماضي والحاضر، للداخل والخارج، وهوكمن يتحلزن ويتعرج، يتلولب، ويتدور، يتربع ويستطيل، يتصارخ ويتصامت، يتراقص، ويتهافت، أو أنه يتموسق في شغف الموسيقى عبر الحركة والحيوية في أعماله. وبما تراخى وهمد في حضور موتاه، وكأنه يتبتل ويتضرع ويبوح، وربما كان شاهداً على عصره، وشهيداً في آن معاً. ولا غرو في ذلك، وكأنه ينغمد في رؤيته التشكيلية، ويمارس انكتاب سيرته الشخصية والمجتمعية، على مرايا حياته العارية حتى من عريها، وهو يتهاط هذه المشهديات القلقة، المبرمة، المحكومة بقدريتها الصارمة، والذاوية الذابلة، حتى في ربيع الفصول، كما لو أن الفنان يقترف جرماً تشكيلياً، في الخفاء، ويرغب أن نقبض عليه ملتبساً فيه، وأن نواجهه بالتهم، فيما يعرض علينا الأدلة التي تدينه، ونحس أنها تديننا، فهو يحاكم نفسه، ويحاكمنا، ولا يتساهل في الحكم، ولا يهمه أن يكون قاضياً ومجرماً، قاتلاً ومقتولاً، فكائناته تتوالد من أعماقه، وهو في صراع الخير والشر، وفي صراع الملائكة والشياطين، وفي صراع العقل والرغبة، لكنه يظل في صيرورة هذا الصراع المرير المحتدم، لا يعقد هدنة، ولا يستريح، ويتابع قلقه وقلقنا، وأرقه وأرقنا حتى اللانهايات المفتوحة على الحرية أو الموت.
ولم يعمد الفنان إلى إقامة سرادق للعزاء، بل أقام سرادق الجحيم، وتداخل وكائناته في أروقة وسراديب ودهاليز الموتى الأحياء، ولم يغفل عن المرض والموت، ولا عن القضبان والسجون، الفردية والجماعية، ولم يتغافل عن المجازر كأن الدراما تنامت إلى التراجيديا، والكوميديا السوداء التهكمية، استحالت سواداً وظلمة أبدية، والكابوس تناسل كوابيس. وكل شيء امتد وطال واستطال، وهو يقتطف في لوحاته المشهدية هذه الأحابيل في احتفاليات كرنفالية، وكأنه يشيد من كائناته، كاتدرائيات قوطية، ويزخرفها على طريقته، ويحولها ويتحول بها، ولا يصل، ولا تصل، وكأنها لم تفد إلى الحياة، ولم يحصدها الموت بمناجله، رؤوس على رماح أو عصي، حمائم في مكان ما، العشاء الأخير أو شبهته على مائدة مستديرة، الهراطقة والكرادلة في قاعات محاكم التفتيش، وكأن الفنان يرى يوم الدينونة بعين رائية حدائية، تقتحم مناطق اللاوعي، وتطلق المكبوتات كالشياطين والشرور من القيعان الموحلة الرطبة، وبعدها لا يبالي كيف المشهد، وإلى أين تنعتق الرؤيا الفنية.
كثير من أشكاله لهيبة نارية، وهناك تربة المقابر والرماد، وصخرة مكورة على شكل آلية بشرية، وبركة غسل الموتى، ولا مرايا، سوى أعين المشاهدين واللوحات. وتلك مواجهة محمومة دموية، فيها رهانات خاسرة، وتصفية حسابات، وثارات وانتقامات، وموت وترويع، ان مدافنه تغزونا. أو هي كامنة كائنة فينا، يخلق لها معادلها الموضوعي، فنتذكرها فجاءة، وينتابنا الذعر، والرعب منها، لذلك لا نطيل الإقامة فيها، وبعد فترة من الزمن، ومن مشاهدتها ومعاينتها، نبحث عن مخرج وكأننا نندفع ونتدافع، ونلوذ بالفرار.
وهو يستثيرنا بشبق العناصر التي يتعاملها، ويتقاذفها في لوحاتها ولوحاته، بل يتغول ويتغور ويغوص فيها إلى أعراضها وجواهرها، وهي تلقي جاذبيتها الخفية فينا، لأننا مكونون منها، والعالم كذلك، وكيف لا يفعل ذلك وهو تائه في تيهها، وهاو في هاويتها، ويرتئي أنها معبرة عما يكابده ويعانيه، حين الأبيض والأسود، الليل والنهار، وحتى الشموس والأقمار اللامرئية، وحين الظلمة والنور، لكنه في مقام الظلمة والشرور والآثام، يرتكب خطاياه الفنية، ويفصح عن خطايانا الواقعية، إنه يجرد العالم من آية أخلاقية أو مثل عليا، ويرى إلى البربرية والوحشية، والعنصرية في تجلياتها، وكأن الكوكب منذور للكوارث والدمار، وكأننا النمال التي تنخر في جبنته الفاسدة، وماذا على الفنان إذا انطوى على ذلك، وسكبه دفعة واحدة في وجوهنا المجدورة بالعنف والخوف والاندثار.
هكذا تتكامل مراياه المرئية، وتتراءى مراياه اللامرئية التي يدلنا فيها على زمن قادم أفدح من الذي نحن فيه، ولا يكون هذا، وكأنه غير كائن، وربما أوقعنا الفنان بخديعته، ومحكم أوهامه، وجنوح خيالاته، إلا أنه منحنا تلك الرؤية الشمولية التي تداعت من لوحاته إلينا، وهو لا يسوق هذه الرؤيا، بل يجعلها محالة ومستحيلة، ويؤسها لنا كي نتماجن ونتغاوى فيه، لأنه فتح بصرنا وبصيرتنا على درجات العدم، درجات العالم السفلي، حيث البكاء وصرير الأسنان، رغم أنه يمجد صبر الكائن، واحتماله هذا الوجود المحموم المسهب بالسفاهة، والسفالة، والنبالة والشرف، إلا أن ذلك من دون حد يمكن أن يفصل بين الخير والشر، فاختلط الحابل بالنابل، وغدا الفنان في برج بابل، فتبلبلت لغاته، وكائناته، وحل الهرج والمرج فيها، حتى أننا ماعدنا نتفاصل ونميز، ضفاف الكائنات، إنه أي الفنان وسواس خناس، وسوس في صدرونا، وثرثر وحكى، ثم أنه مارس الهوس والهذيان والعصاب، لأنه ابتدع لوحاته في معمعان الشدة والتوتر، والانقباض، والصحو والمحو والغياب، وكأنما كان يمارس السحر والشعوذة فيها، ويلجأ إلى تحضير الألواح والأرواح، وكأنها استحالت تعاويذ ورقى وأحجبة، وحتى طلاسم، تقيه صيبه العين، وحسد الحساد، وتبعد عنه العذال، وتتركه في فرادته وتوحده، ووحشته، يسترجع كوابيسه، يستنكحها، يتوالدها ويتأسى فيها، خاصة مع جثثه المقيدة إلى عامود الصالة الوسطى.
إن علامات فنية مدوية كالتي أقدم عليها أحمد معلا، لهي دلائل إبداع ونضج فنيين، وهي اجتراحات قوية عاصفة في زمن. يعاني فيه التشكيل من أزمة، ومن تجارب تجاري الألف الثالث للميلاد. ولكنها لا تستحوذ على الرؤيا التي ارتآها الفنان في معرضه، ولا على الجدة والتجريب، ومقارعة الموت والحياة، كما جاءت في أعماله التي نرجو أن نراها بطريقة ما هنا في بيروت.
وأظنني مارست رهاب الكتابة، على رهاب طقسه التشكيلي، فكان ما كان، أو كأن الذي كان لم يكن.
زهير غانم
·        معرض الفنان أحمد معلا
·        صالة أتاسي دمشق
·        12 لوحة من القطع الكبير بالأبيض والأسود ومواد مختلفة.
·        من 25/3 حتى 15/4/1997