Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


أحمد معلا يعيد صياغة " خوان ميرو"  

 

قدم الفنان التشكيلي السوري" أحمد معلا" مع مجموعة من طلبته في قسم الاتصالات البصرية بكلية الفنون الجميلة بدمشق تجربة تشكيلية مثيرة، لا تزال تتردد أصداؤها في الحياة التشكيلية السورية حتى الآن.
وقد رسم هذه التجربةبـ " ميرو بثلاثة أبعاد" وقد نفذت التجربة بخليط من المواد منها: الأسلاك، الورق، الألوان، النشا وغيرها وقد شغلت صالة المركز الثقافي الفرنسي بدمشق على رحابتها حيث تدلت العناصر والأشكال ذات الإيقاعات المختلفة من مستويات عدة شاغلة الفرغ كما قام الفنان وفريق عمله، بتحويل العناصر المعمارية الموجودة في المركز كالجدران البارزة والأبواب والجسور والنباتات والفسقيات إلى عناصر أساسية في بينة التجربة المستوحاة من لوحة الفنان الأسباني الشهير "خوان ميرو" المعروفة باسم "كرنفال أربوكان".
والطريف في هذه التجربة أن المشاهد تحول هو الآخر إلى جزء من العمل الفني، حيث أعدت ثياب ملونة "أرواب" على زائر المعرض ارتداء أحدها عند تجواله في المعرض بين العناصر المتدلية من أعلى ليتحول المشاهد بعدها إلى عنصر من عناصر العمل الفني وقد لاقت هذه التجربة التشكيلية الجريئة ردود فعل مختلفة من الملتقى السوري فهناك من وجد فيها عملاً فنياً إشكالياً يتجاوز الحدود التقليدية للأنواع الفنية بالمقابل، هناك من رأى فيها موجة جديدة من الصرعات الفنية العبثية التي انحسرت من الفن التشكيلي الغربي لتأخذ طريقها إلى العالم الثالث ويضيفون مؤكدين أن المجتمعات الغربية قد تكون مؤهلة لاستيعاب مثل هذه الصرعات بحكم تطورها مما يجعلها تقدم عليها أحياناً وبنوع من الترحيب والحماسة لما تحمل من غرابة وجدة وطرافة، أما مجتمعات نامية كمجتمعاتنا، تعاني جملة مشاكل ثقافية واقتصادية واجتماعية، فهي غير قادرة على التواصل معها أو استيعابها أو حتى القبول بها، على الأقل في هذه المرحلة وهذا الموقف السلبي من تجربة الفنان أحمد معلا التي حول فيها لوحة "خوان ميرو" إلى مجسمات تسبح في الفراغ، لم يصدر عن الناس العاديين فحسب بل وعن المثقفين وذوي الاختصاص، خاصة الفئة التي تنتصر للكلاسيكية والواقعية وضرورة وجود الخطاب في العمل الفني.
تساؤلات كثيرة، بل إشكالات مفتوحة رافقت صنوف الإبداع الإنساني وعلى وجه الخصوص "التشكيل" الذي بدأ مأزقه الحقيقي باختراع "الكاميرا" وظهور التصوير الضوئي العام 1839 مما جعله يتململ ويبحث عن أدوات تعبير جديدة إذ أن التصوير الضوئي سلبه جانباً كبيراً من أدواته ومهماته في آن معاً!!